احذروا المسجد واهتموا بالإعلام !:
واللافت هنا أن التقريريتضمنتحذيراً شديد اللهجة من "خطورة دور المسجد" باعتبارأنه (المسجد) الساحة الوحيدةللمعارضة على أسس الشريعة، أو باعتبار أنه كرمز يتعارضمع الدعوة لخلق مسلم معتدللا يؤمن بأي دور للشريعةالإسلامية، ولذلك يدعولدعم "الدعاة الذين يعملون من خارج المسجد"، كما أنه يركزعلى دور الإعلام ووسائلالاتصالات الحديثة في الوصول إلى العقلية المسلمةوالتأثير عليها لخلق هذه الشبكاتالمعتدلة كـ"قناةالحرة".
ويركز كذلك على ضرورة إيجاد مؤسسات خدمية مسلمةعلمانية معتدلة تقدم ذات الخدمات التي يقدمها المسلمون "المتطرفون" سواء كانت خدماتإغاثية أو طبية أو عيادات أو قوافل مساعدة أو مساعدة أسر وأرامل وأطفال وفتياتيتيمات لتقديم "الاعتدال" في الخدمات المقدمة وسحب البساط من تحت أقدامهم لصالحالفكر العلماني المسلم الجديد!.
الأصدقاء والعملاء "المعتدلون"!
والأكثر غرابة أن التقرير لا يتورع أو يخشى من فردمساحات واسعة للحديث عن هؤلاء الأصدقاء أو الشركاء أو العملاء المفترضين المعتدلينالذين ستركز أمريكا على التعامل معهم لبناء هذه الشبكات المسلمة المعتدلة داخلالدول العربية والإسلامية، وكأنها في حرب مستعرة ولا وقت للعواطف فيها، وربما لقطعخط الرجعة على هؤلاء المتعاونين لنفي أنهم عملاء للمشروعالأمريكي!.
ففيما يخص الشركاء يحدد التقرير قطاعاتاجتماعية "ستشكل حجر الأساس للشبكات المقترحة" ويقول : إنه ينبغيمنح الأولوية لهممثل:
1- الأكاديميين والمثقفين المسلمينالليبراليينوالعلمانيين.
2 - علماء الدين من الشباب المعتدل (الذين يعملون خارجالمسجد).
3 - النشطاءالاجتماعيين.
4 - الجماعات المعنية بالمرأة ، والتيتشارك فيالحملات المطالبة بالمساواة بينالجنسين.
5 - الصحفيين والكتابالمعتدلين.
وضمن هذا يقدم التقرير خريطة بأسماء مؤسساتوشخصياتعربية وآسيوية وأوروبية مسلمة " معتدلة " يقترحالتعامل معها قسم كبير منها في جنوبشرق آسيا (ماليزيا ، سنغافورة ،تركيا ، إندونيسيا)، بجانب مؤسسات وجهاتأوروبيةمسلمة، وثالثة في العالم العربي نفسه، خصوصاً لبنانوتونس وبعض دول الخليج، لهاآراء ليبرالية علمانية تحررية مناهضة للأصوليةالإسلامية، ويمكن أن تلعب دوراً فيهذه الشبكات الأمريكية "المعتدلة"!
الإسلاميونيمتنعون!
والطريف أن التقرير الذي يطرح إمكانية التعاون مع كل الفئات غير الإسلامية مثل العلمانيين والليبراليين،واليساريين والاشتراكيين يستبعد التعاون مع الإسلاميين ضمن هذه الشبكات المعتدلة لأنهم سيكشفونها ، وربما يستفيدون منها!.
فعلى حين أن الإسلاميين وفق التقرير يقبل بعضهم بالتعددية السياسية وحقوق المرأة ، ويلعبون دوراًمهماً في ضرب التطرف الديني ،ويشكلون بديلاً حقيقياً للسلطة، فمنالوارد كما يقول الرافضون لدمجهم في هذه الشبكات المعتدلة أنهم سوف يستغلونالحديث عن الديمقراطية لتحقيق هدف تكتيكي هوالوصول للسلطة ، كما سيستفيدون منهذا الأمر مستقبلاً في الحصول على قدر أكبر منالمصداقية باعتبار أنهم ديمقراطيون، ما سيؤدي لازدهار دورهم ودعوتهم، وبالمقابل سوف يضعفون التيار العلماني الذي هوعماد هذه الشبكات المعتدلة الأمريكية المسلمة!.
ولهذا ينصح التقرير الإدارة الأمريكية بعدم التعاونمعهؤلاء الإسلاميين!.
المصدر : مجلة المجتمع ، العدد 1750 ، تاريخ 5/5/2007