قال لي لا، هو اللي بيطلب. ثاني يوم طلعت للدور الثاني ودخلت وأنا هنا واصف اللقاء في باريس واصف تفاصيله وهو أنا بأحكيه لأنه مهم في حاجة جاية على طول وهو تاريخه 27/سبتمبر سنة 1963 وعنوانه لقاء في باريس وظن وزراء الملك أنني قادم لمؤامرة عليه ودعاني الملك لكي أقابله، هذه المقابلة كانت غريبة جدا، أنا من الأول أول ما دخلت وأنا سجلت هذا كله وشفت الملك بعده مليون مرة لكن أنا في هذا اللقاء كنت حريصا جدا أن موقفي يبقى واضحا بلا لبس، قلت له يا افندم أنا أبلغت أنه أنت، أنا جئت أقابلك هنا، أو جئت لك هنا على شرط واحد، قال لي عارف الشرط، قلت له لا أنا أضفت شرط ثاني، قال لي أنا عارف الشرط الأولاني أنك أنت عاوز تتأكد -وأنا كاتب ده كله- عاوز تتأكد أنني طالب المقابل، أيوه أنا طالب المقابلة، قلت له استقرت المسألة هنا، قلت له الشرط الثاني أنا عايز أكلمك بصراحة، لأنه إحنا بقى لنا فترة ما اتقابلناش، هو سألني بقى لنا حبة كبيرة ما تقابلناش، قلت له لم نتقابل منذ أن كنت في القاهرة سنة 1954 وقبلها تقابلنا مرات كثيرة قوي، فقال لي مدة طويلة جدا ما تقابلناش وجاء الوقت نقعد نتكلم يعني، فأنا قعدت وأظن أن كنت في هذا اللقاء لما أقرأه النهارده كنت في هذا اللقاء بأعتقد أني أنا كنت تجاوزت لأني مش بس كنت بأتكلم بصراحة، أكاد أقول إنه في بعض المرات وأنا بأقولها النهارده بعد ما فات سنين طويلة، أظن أنني أيضا تجاوزت حدود الصراحة إلى درجة قد لا تكون مناسبة في حق ملك، ولكن أنا وجدت ببومها أن أي كلام لا بد أن يكون صريحا واضحا وقاطعا وعلى أي حال أنا مش هاشمي يعني فلا بد أن أقول ما أشعر به حقيقة من غير هزار يعني ولذلك دخلنا في هذا الكلام وأنا عمال أقول له ما تغضبش لكن حأقول كذا، أنت عملت كذا وأنت عملت كذا وأنت عملت كذا وأنت عملت حاجة في الـ 1957 وعلمت كذا في الوحدة وعملت كذا في الانفصال وبتعمل كذا في اليمن وهو بيحاول يدافع عن نفسه لكن لما بأقرأها النهارده حقيقي باندهش من أن الملك تحمل مني كل هذا الذي قلته، في أهم حاجة هو كان عاوز يعملها أنه بيحاول يقول لي عدة حاجات، بيقول لي ، نمرة واحد أنا جربت مع السعوديين فلا تثقوا بهم، وأنا كنت مستغربا قلت فاهم دول حلفاءك. بعدين الوضع في سوريا أنتم متصورين الوضع في سوريا عايز أقول لك إن السوريين الموجودين حاليا على اتصال بالـ CIA وأنا قلت له أنا كنت فاهم أن جلالتك اللي على اتصال بالـ CIA ، فقال لي أنتم تتهمونني أنه أنا على اتصال بالـ CIA ولكن أنا عايز أقول لك إن حلفاءكم اللي في العراق كمان لما حصل انقلاب، اللي حصل من عدة شهور، كان محطة موجودة الكويت بتوجه البعثيين إلى المواقع المختبئ فيها الشيوعيون لكي يذهبوا ويقتلوهم والحقيقة دي كانت مذبحة لكن إحنا لم نكن نعرف حتى هذه اللحظة أنه كان في محطة توجه أي أحد في بغداد إلى أن يتصيد الشيوعيين لقتلهم لأنه يومها قتل عدد كبير قوي من الشيوعيين في بغداد، لكن الملك هنا عمال يقول إنه أصحابكم اللي في العراق دول جابوهم الـ CIA مش أنا، وأصحابكم في سوريا عاوزين يورطوكم في حرب، مش أنا برضه اللي بأقول كده، وأصحابكم السعوديين والسعوديون دول لا يطمأن لهم، وأنا بأقول له، بأقول له جلالة الملك دول حلفاءك، بيقول لي أنت بتعرف الظروف، ولكن أنا أسمعه وأنا مستغرب في ده، ولكن ملخص كلامه بيقول إيه؟ بيقول أنا راغب في فتح صفحة جديدة، أرجوك أن تنقل إلى الرئيس جمال عبد الناصر أنني راغب في صفحة جديدة، ثم انتهت المقابلة وهو بيقول بالضبط بيقول، عفا الله عما سلف، هذا ملك أمامي يصارحني بأشياء كثيرة عن حلفائنا ويصارحني بأشياء كثيرة عن ناس حلفائه هو كمان ويفضي إلي بكثير قوي عما جرى ولم نكن نعرفه أو ما يجري ونحن لا نعرفه ولكنه مستفيض في الكلام. أنا عايز أعترف أنه أنا صدقت كثيرا من هذا الكلام ولما جئت رجعت القاهرة بعدها أظن أنه وقتها حاولت أن أدافع عن وجهة نظر ترى أن الملك يستحق فرصة جديدة، الملك حسين يستحق فرصة جديدة. ما لم أكن أعرفه وهذا أيضا هنا في مواريث التاريخ هنا في مصيدة التاريخ، بعد كده بأقرأ بعدين بكثير بسنوات بأقرأ كتابا مهما جدا على هيرسوك، جيكوب هيرسوك الرجل ده كان الشيفرة باي، كان الحاخام الأكبر في إنجلترا في وقت من الأوقات لكنه رجل من أهم المثقفين أخوه كان رئيس جمهورية حاييم هيرسوك وكان مدير مخابرات عسكري، جنرال، وبعدين بقى رئيس جمهورية في إسرائيل، هيرسوك، وبعدين ده كان رجلا في الخارجية أولا درس، كان أستاذ فلسفة درس لاهوت وبعدين بقى الشيفرة باي في إنجلترا، الحاخام الأكبر لليهود الإنجليز، وبعدين ساب الحاخامية لأنه ما أحسش أنها بترضي طموحاته ورجع في إسرائيل وإدوا له منصب سفير، سفير فوق العادة لمهمات معينة. أنا شفت الملك حسين ونشرت حديثي معه يوم 27 سبتمبر، ما أذهلني أن الملك كان موجودا في باريس في طريقه للندن للقاء مع مندوب الحكومة الإسرائيلية، أنا بأعرف أنه كان في اتصالات بين الملك عبد الله وبين الإسرائيليين وبأعرف أنه بعد كده، الملك حسين لما جاء ما كانش راضيا يعمل اتصالات مع الإسرائيليين مباشرة لكنه تولى عنه الاتصالات مع الإسرائيليين خاله الشريف ناصر ووالدته الملكة زين والاتصالات كانت تجري عن طريق دكتور في لندن هو دكتور الأسرة دكتور هيربرت والدكتور هيربرت ده لعب دورا مهما جدا لأن عددا كبيرا جدا من الجواسيس العرب لما عرفوا الملك حسين أجرى اتصالاته بالإسرائيليين عن طريقه وفي عيادته ذهبوا إليه ودي قضية ثانية، لكن بعد أربعة أيام خمسة أيام الملك وهو يقابلني ويقول لي عفا الله عما سلف كان في طريقه إلى لقاء رتب له مع الإسرائيليين، الإسرائيليون في ذلك الوقت عاوزين يتصلوا بالملك والملكة زين موجودة وهذا كله التفاصيل موجودة كلها موجودة موثقة من غير مناقشة، الملكة زين موجودة في لندن والإسرائيليون بيقولوا لها في عيادة طبيبها الدكتور هيربرت إنهم عندهم رسالة عاوزين يقولوها للملك، فالملكة زين بتقول لهم، بتقول للدكتور هيربرت، بتقول له ليه توصلوا له معي رسالة، الملك جاي بعد بكره لندن من باريس. وقت اللي ما لقاني، أنا لا أزال حتى هذه اللحظة منذهلا يعني بحقيقة يعني.. لأن كلامه معي يوم 24، 25 واضح وبعدها بأيام وهو يعلم وهو معي في باريس أنه رايح يقابل إسرائيليين وأكاد أعتقد بعد كده أنه كالعادة يعني أنه في سحب دخان تطلق في اتجاه وفي حركة في اتجاه آخر، برضه مصيدة التاريخ.
[فاصل إعلاني]
الصحافة تكشف الأسرار
محمد حسنين هيكل: أما الملكة زين قالت لهم الملك حسين مستعد نفسه يقابل مندوب عن رئيس الوزراء الإسرائيلي، فرتبوا وراح الملك حسين، الحكومة الإسرائيلية رئيس الوزراء الإسرائيلي في ذلك الوقت إشكول طلب ترشيح أحد يروح يقابل الملك حسين لأنهم كانوا سعداء جدا أن الملكة زين قالت لهم بدل ما تكلموني كلموا حسين هو جاء، فإذا الوزارة الإسرائيلية تكلف الدكتور هيرسوك أنه يروح يقابل الملك حسين في لندن في عيادة هذا الطبيب ويسمع منه وينقل إليه نوايا الحكومة الإسرائيلية الطيبة تجاهه وأول اتصال مباشر، مش خاله ومش والدته، وهيرسوك وصف اللقاء، شهادة لله أنه حتى هيرسوك بيقول إنه أحس الملك حسين وصل لعيادة الدكتور قبل ما هو يصل، الدكتور هيربرت ده، وهو تأخر في المرور ومعه من؟ كان معه من في هذا اللقاء؟ وزير مفوض في السفارة البريطانية هو إفرور مندوب الموساد اللي هو بعد كده شفناه في واشنطن على علاقة مع ست ماتيلدا كريم بيرتبوا لتحالف سنة 1967 الـ CIA والـ MI6 والموساد، فتأخروا في المرور ولكن ذهب، فالدكتور هيربرت قال له إنهم إدوا له اسما رمزيا سموه تشارلز قالوا له، قال له إنه تشارلز جوا في المكتب جوا في مكتبي، فدخل الملك حسين كان عمال يشرب سجائر وقال هيرسوك قال أحس الملك مضطرب وأنه مرتبك ولكن على أي حال بيؤدي اللي عاوز يؤديه، بيقول لهم إنه راغب في صداقة وإنه ما هواش طرف في عداء مع أحد وبيسمع منهم، وأنا لما أشوف تفاصيل اللقاء وهي في كتاب هيرسوك واخدة صفحات بحالها يبدو لي أن الملك حسين هنا في رغبة في تأمين عرشه وأنا كنت بأعتقد أنه حتى هذه اللحظة أنه في رغبة في تأمين عرشه ولكن ما لم أكن متصوره أنه أسوأ من كده، أسوأ من كده أنه فيما بعد رئيس تحرير الواشنطن بوست رئيس التحرير الأسطوري لواشنطن بوست بن برادلي اللي هو الرجل الذي أسقط الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون في فضيحة وترغيت بن برادلي بيحكي كتب مذكراته A Good Life بيحكي عن واقعة من أغرب الوقائع اللي ممكن أحد يتصورها في أي حاجة في الدنيا يعني، بيحكي عن الواقعة بيقول إيه؟ بيقول بوب وودورد هذا الصحفي الأشهر في التحقيقات في صحافة التحقيقات في أميركا وهو الذي كشف موضوع وترغيت وبن برادلي سانده في هذا وساندته كاثرين غراب صاحبة الواشنطن بوست ولكن بوب وودورد هو أهم صحفي تحقيقات في العالم، وبن برادلي هو رئيس تحرير واشنطن بوست بجلالة قدرها يعني، فبيحكي بن برادلي في مذكراته كتابه تحت عنوان A Good Life وأنا أيضا لما قرأتها لأنه بعدها بعد 1963 لغاية هذا الواقعة قابلت الملك حسين خمسمائة مرة يعني كثير قوي قابلته، فبن برادلي بيحكي حاجة غريبة قوي، بيقول إيه؟ صباح يوم في سنة 1976 دخل لي بوب وودورد بيقول لي عنده قصة رهيبة، مهمة جدا، إيه؟ قال له في زعيم عربي أنا شفت عندي مصادر في الـ CIA في المخابرات الأميركية وعرفت أنه في زعيم عربي على payroll على قائمة المدفوعات الشهرية لوكالة المخابرات المركزية الأميركية وإن هذه قصة مهمة جدا وأنا سوف أتابعها، قال له عندك كم مصدر؟ فقال له عندي مصدر واحد لغاية دلوقت وهذا هو ما يقلقني فلا بد من مصدر آخر، فبن برادلي كصحفي شاطر قال له نأخذ الأمور مباشرة نتصل بالبيت الأبيض، جودي باول، نتصل بالسكرتير الصحفي للرئيس الجديد في ذلك الوقت وهو جيمي كارتر ونقول له إحنا عندنا قصة بتقول كذا، بتقول إنه في زعيم عربي بيأخذ مرتبا ثابتا مرتبا سنويا قدره مليون دولار من الـCIA ،