ومن الطرائف أنه ذهب ذات مرة إلي الحلاق الخاص به، وفجأة قال له:إنت بتحلق لي بموس الشارع كله حلق به، ولم يمسك الحلاق نفسه من الضحك وانفجرا الاثنان من الضحك، وكان دائم الذهاب لصديق له في الليل مرتدياً الملابس الرياضية (الترننج) سيرا علي الأقدام ويرفض مرافقة أحد من الحراس، فهو باشا ابن باشا ومتواضع لأقصي درجة، في الصباح يخرج إلي عمله في أناقة الباشاوات، وكان مخصصاً ملبغاً 200 جنيه لكل حارس وكان سخيا لأقصي الحدود خصوصاً في الأعياد والمناسبات وكان كالأب للجميع، وكان يسكن معه في نفس العمارة في الطابق العلوي الدكتور مصطفي محمود لكن لم تكن بينهما أي علاقة....كل واحد كان في حاله.
ومن عصمت عبد المجيد إلي عادل إمام الذي يقول عنه عناني: هو شخصية مختلفة تماما عن التي نراها علي شاشة التليفزيون، يعيش وكأنه من كوكب آخر، يعيش في قصر من ليالي ألف ليلة محاطاً بأشجار الزيتون علي مساحة 20 فدانا. والغريب أنه كان يأمر الخدم بتقديم اللحوم لكلاب القصر ويترك الحراس تأكل الفول والطعمية في رمضان، ورغم أن الزعيم - كما يطلق عليه- في أحد اللقاءات التليفزيونية قال:بيتي مفتوح اللي عاوز أي حاجة أنا في الخدمة، وثاني يوم جاء رجل مسن من البسطاء يريد مقابلة الزعيم وعندما سئل عن السبب قال إن ابنته الصغيرة مريضة بمرض خطير وعاوز البيه يساعدني، فأبلغ الحراس الفنان وكان رده "إكرشوه من هنا"، وأصر الرجل ولم يقتنع بكلام الحراس، فقالوا للفنان فقال لهم: اطلبوا له الشرطة، وبالفعل تم القبض علي الرجل رغم توسلات الرجل للضابط فأخذه وذهب به إلي قسم شرطة الهرم. عمل عناني كذلك مع ممدوح رياض وزير البيئة السابق كان ذلك عام 2003، وقتها طالب 15 عضوا بالبرلمان المصري بإقالته من منصبه لفشله في السيطرة علي السحابة السوداء التي غطت القاهرة ومحافظات الوجه البحري. كان رياض يتصل بأفراد الأمن عن طريق الدكتافون، يقول عناني: كان كريما جدا مع الحرس، كان يرسل لهم سيارة تأخذهم من مكتب الحراسات إلي فيللته بالشيخ زايد، وكان يخصص راتبا شهريا لكل فرد مبلغ 800 جنيه، بالإضافة إلي أن وزارة البئية ترسل لهم ظرفا شهريا به 500 جنيه. كانت المسافة بين طاقم الحراسة ومبني الفيللا حوالي خمس دقائق سيراً علي الأقدام، فالحديقة مترامية الأطراف وبها كل سبل الراحة والجمال، الرجل عصامي وليس له أي علاقات من شغله لبيته فقط، قليل الخروج جداً، سوي في المناسبات وكانت هواياته المفضلة هي قراءة الجرائد ومشاهدة التليفزيون، وكل معاملته مع الحرس عن طريق الدكتافون أو يقوم بإرسال أحد من الخدم يطلب ما يريد. وعلي العكس تماما من معاملة ممدوح رياض كانت معاملة آمال عثمان وزيرة التأمينات الاجتماعية والمعاشات السابقة مع حرسها، يقول عناني: كانت آمال عثمان تتعامل مع المنصب كوزيرة بكل حذافيره، ليس لها أي علاقة بجيرانها، وكانت لها بنت وحيدة متزوجة في العمارة التي خلفها، وكانت معظم الأوقات تقضيها معها، وكانت تتعامل مع طاقم الحراسة بتجاهل شديد، لا تنظر إليهم ولا تسأل عن طعامهم أو شرابهم، ولم تكن تعطيهم أي نقود ولا حتي في المناسبات. كان لها حارس خاص، كانت تثق فيه وكان يأخذ الطلبات التي تصلها من المحتاجين بغرض المساعدة ويستغلها لنفسه، ويساوم الغلابة علي تنفيذها بمقابل مادي، ودائما عندما كان يتفق مع صاحب الطلب ويقول له اذهب إلي فلان الفلاني وهو سيقوم باللازم. كان من جيران الوزيرة المهندس أحمد بهجت والكابتن طاهر أبو زيد وكان هو بمثابة طوق النجاة لطاقم الحراسة، فهو الوحيد الذي كان يرسل لهم الطعام والأموال بصفة مستمرة، وفي يوم من الأيام ركن الكابتن طاهر سيارته مكان الوزيرة، وعندما جاءت ووجدت سيارة أبو زيد أرسلت له أحد الحراس كي ينقل سيارته، وكان رده: هنا مفيش حد أحسن من حد، كلنا جيران في العمارة ومفيش حاجة اسمها مكان فلان، فعاد الحارس وأبلغها بهذا الكلام إلا أنها أمرت الحرس أن يتعامل وقالت "ده شغلكم" وعندما علم أبو زيد أن هناك ضررا قد يقع علي الحراس ابتسم وقال "علشان خاطركم انتو بس" ونقل سيارته.