رائع يا وليد
أصبت كبد الحقيقة
كثير من أمور حياتنا تحتاج إلى صبي لطرد الحمار
وإليك بعض الأمثلة
كثير من محلات وسط المدينة في القاهرة عطلتها الأسبوعية الأحد وليس الجمعة ، وإذا سألتهم سمعت إجابة عجيبة تقول
كان هذا هو الوضع أيام الإحتلال الإنجليزي
تخيل أن مصر تحصل على استقلالها في معاهدة 1936 ، ويخرجون من قناة السويس في 1956 ، ولا تزال بعض محلاتنا إلى اليوم تحترم العطلة التي فرضها الإنجليز في مطلع القرن العشرين
فمتى نرى الصبي يضرب حمار التبعية العمياء لنستعيد عطلة يوم الجمعة
مثال آخر
المرور في بريطانيا وبعض دول الكومنولث علي يسار الشارع لأن السائق في يمين السيارة
وبقية دول العالم يجلس السائق في يسار السيارة ويمشي في يمين الطريق، ومصر تتبع هذا النظام، فيما عدا السكك الحديدية، التي يسير فيها القطار على اليسار ويقابله القطار القادم من يمينه
وإذا سألت لماذا، حصلت على نفس الإجابة
مثال آخر
ألغيت الخلافة العثمانية عام 1923 على يد مصطفى كمال أتاتورك وأصبحت تركيا جمهورية وانتهى عصر السلاطين العثمانيين، ولكن حمار التبعية والاستمرار الأعمى عندنا ظل يرسل صكاً - شيكاً - سنوياً من الخزانة المصرية للباب العالي ( بعد إلغائه) في الآستانه ، حتى عصر جمال عبد الناصر، ثم جاء صبي وضرب الحمار
مثال آخر
يشتري مصريون مطعم خريستو ( ويعني المسيح باللغة اليونانية ) في شارع الهرم، ولايغيرون الإسم بعد رحيل صاحبه من مصر ومن الدنيا..... لماذا ؟
نفس الشيء لاحظناه ونحن طلاب في كلية الهندسة عام 1972 في شارع شريف، حيث وجدنا مع مكتبات سمير وعلى وغيرها مكتبة برناسوس، فسألنا عن السبب قالوا إن صاحبها كان يونانياً، ثم ترك مصر وترك الدنيا وبقيت التبـعية دون رغبة في التغير واختيار اسم مصري عربي يعتزون به
أما في الغرب فالمسألة مختلفة
فشركة التحكم شتيفا (Staefa)
لم يعد لها اسم بعد أن اشترتها سيمنز
وشركة اليرتون (Alerton)
إختفى اسمها بعد أن اشترتها شركة هانويل Honeywell
فهم يطلقون الصواريخ وليس للحمار مكان عندهم، حتى يبحثوا عن صبي يطرده
أمثلة على عكس هذا الموضوع
الأتراك بعد إسقاط الخلافة العثمانية غيروا أحرف اللغة التركية من العربية إلى اللاتينية
فبدلاً من كتابة كلمة تركيا جمهوريت
كتبوها
Turkeye Cumhureyet
كما أنهم حاولوا جاهدين تغيير الكثير من الكلمات التركية ذات الأصل العربي
مثل كلمة شفاخانه (بمعنى مستشفى) حولوها إلى هستخانه ( أي مكان المريض) وهكذا
مثال آخر
حينما سقطت غرناطة في يد الأسبان في 2 يناير 1492 غسلوا الشوارع من آثار العرب المسلمين، وهدموا ثلاثة آلاف مسجد ولم يبق منها سوى مسجد قرطبة، وأقاموا محاكم التفتيش ضد كل عربي وكل مسلم وكل من يضبط يتوضأ أو لديه مصحف، وحكموا عليهم إما بالطرد أو ترك دينهم أو الحرق وبعضهم دفن حياً أو وضع حياً في صندوق وأغلق عليه ليموت فيه ، ثم احرقوا كل كتب العرب وأبقوا على كتب العلوم فقط وترجموها إلى اللاتينية
فهم ليس لديهم حمار
وليس في مفهومهم الاستمرار الأعمى دون تفكير مثلنا